د. محمود بدوي
تقريبا كلنا تمنينا في فترات كتيرة من حياتنا اننا نعيش المرحلة اللي بعد سننا ب سيكا كدا، لحد م وصلنا ل سن معين وتمنينا لو نرجع ل ورا. الفكرة اننا بتتمنى المرحلة التالية بس، مش حتى التي تليها!!
لو رجع بيك الزمن ل مرحلة ابتدائي مثلا كنت بتتمنى انك تعيش فترة اعدادي اللي كانت اقصى طموح وقتها (لان حقيقة الحياة كبيرة على دماغنا وقلبنا) وبعدها وانت في اعدادي كنت بتفكر في نفسك وانت في ثانوي، وبعدها وانت في ثانوي مستني الكلية .. اللي وانت فيها بتتمنى يوم التخرج واللي بعده يوم الشغل وبعد كدا يوم الجواز و…… لحد فجأة كدا ((مين طفى النور)).
بتحصل حادثة كدا مش ولابد .. قطر الاحلام والطموحات بيخبط في جدار الواقع.. الحادثة اللي بتطفي فجأة نور الاحلام او الرؤية اللي عشت سنين بتتمناها ، ويتبدل بالواقع اللي محتاج منك فهم كبير جدا لحقايق مكنتش بتقبلها … ولازم وقتها تبتدي تركز في الحاضر بقناعات ومفاهيم مختلفة مع تمني عيشة الماضي البسيط و في اللحظة دي فكرة انك تكون عايش فترة بعد الحالية أصبحت مش منطقية ولا واقعية.
بعد شوية تلطيش و خبره في الحياة بتكتشف ان مفيش مسلمات دنيوية (انا بحب الحاجة دي و عمري ماسيبها ، انا بكره الاكل دا وعمري م هاكله ) كل دي أوهام يا اسطا .
من الفترة القديمة اللي هي قبل القطر على طول فيه صفة بتفضل موروثة من المراحل دي وهي (الإستعجال)
الاستعجال: في المعجم هي مصدر استعجل و هو طلب سرعة الحدوث.
اكتر نتايج الاستعجال:
- من اكتر أسباب الضغط النفسي
- من ضمن نتايجه الندم (لان معظم القرارات المستعجله بتكون خاطئة) مش كل القرارات خاطئة بالمناسبة!
- الاستعجال دايما بيحسسك بالفشل
- الاستعجال بيحسسك دايما ان الوقت مش مكفي
- بيدخلك في حالة توهان لما الضغط يزيد عليك
بستعجل اني انجح ، بستعجل الجواز ، بستعجل الشركة المناسبة ، بستعجل المكسب ، بستعجل الترقية ، بستعجل اني اتطور ، ……. (الرغبة فيهم مطلوبة لكن الاستعجال ممكن يدمرهم)
ركز في معنى الجمل دي واحده واحده:
- مفيش حاجة بتيجي مش في ميعادها المظبوط وبتنجح.
- ماتستعجلش تاخد قرار ابدا وانت مبسوط او غضبان، لازم القرار فقط وانت متزن انفعاليا.
- تذكر دائما الندم اهم نتائج الاستعجال.
- الصبر اعلى مراتب الايمان لأنه فعلا صعب جدا.
- ماتستعجلش النجاح قبل التعب.
- ماتستعجلش اللقب قبل ما يكون لقب حقيقي ويكون اسم على مسمى.
- ماتستعجلش الماركتينج قبل السيلز.
- ماتستعجلش الترقية قبل م تكون حقيقة وكاملة من كل النواحي.
- ماتستعجلش بكرة قبل النهردة.
- اكتر صفة بيطلبوها المدربين من المهاجمين انهم يكونوا هاديين قدام المرمى.
- ماتستعجلش في قرار الجواز، لان كل م الوقت بيمر بتلاقي نفسك بتضيف (او تضيفي) صفات و تحذف صفات و بتقرب من معرفة حقيقة الحياة وان مش شرط احسن واحد في الدنيا يكون المناسب ، التوافق هو الأصل.
- ماتستعجلش في الحكم على الناس و ماتستعجلش في انك تصدق حكم على حد من الناس
- ماتستعجلش على الإنجازات ، لها وقت مثالي هتيجي فيه
- ماتسمعش اللي بيستعجلك أصلا او اللي شوفته سبقك ماديا (النهاردة بتفكر في عربية وفيلا و سفر و….. وإن دا التمام ، وهتكتشف بعدها ان دا مش اللي بيبسط أصلا)
- الحياة خير و شر ، سكر و ملح ، سعادة و حزن .. وإن منكم الا واردها
خلي بالك مش معنى انك ماتستعجلش ، انك تبقي بطيء جدا في اخذ قرار ، دايما في الحياة في حالة وسط بنحاول نوصلها ، النجاح لو مجاش دلوقتي هيجي بعدين .. اجتهد و اسعى واخلص في عملك (دا كل المطلوب منك) و انتظر التوفيق من الله سبحانه وتعالى و دا مش بايدك.
الحياة رحلة و فرص و صعوبات و تحديات و نجاح و تعثر ولحظات ضغط اجبارية وبيجي وقت خير و بعده ابتلاء وبعده بيجي خير … ماتستعجلش أي مرحلة فيهم .. لان هي دي الحياة .. استمتع وانت بتتعامل وانت في مرحلة الخير .. واصبر وانت في الابتلاء.
المهم ماتستعجلش عشان قطر الاحلام مايخبطش في حيطة الواقع تاني ، لانه هيعمل طرطشة كبيرة قوي المرادي.
ماتستعجلش
